<BLOCKQUOTE>
<BLOCKQUOTE>
أولاً أحب أن أشكر القائمين على المسابقة وعلى رأسهم الأخت حره بحدود منظمة المسابقة.. بالإضافة إلى أخواتي مشرفات القسم المتميزات في متابعة القصص وخصوصاً قصص المسابقة.. وأشكرهم أن أتاحوا لنا فرصة التعبير بأقلامنا.. التي ربما أنطقوا صمت نثرها بهذه المسابقة الرائعة.. مع تمنياتي بالتوفيق لجميع من شاركـ هنا بنبض قلمه.. أو من شارك بقراءته وردوده.. هذه قصة كتبتها بوحي من قلمي خصيصاً لهذه المسابقة..
</BLOCKQUOTE>
</BLOCKQUOTE>
<BLOCKQUOTE>
(( تراتيل عشاق))
</BLOCKQUOTE>
<BLOCKQUOTE>
في صباح ليس كأي صباح اكتست الأرض رداءها الأخضر الساحر.. والسماء ترسل قبلاتها للأرض عن طريق هيامها الذي بدأ يقبل خد الأرض المزهر.. وبعد برهه من الوقت اتكأت السماء على الغيوم.. حاولت جاهدةً إرسال خيوطها الذهبية عبر نافذتي التي نسيت أن أغلق ستائرها.. وما هي إلا لحظات حتى أحسست بأناملها الناعمة تلامس خدي.. احسست بأهدابها التي أخذت بالمشاغبة لإيقاضي.. استيقظت كنت منزعجاً من الضوء قمت من سكرة نومي متوجهاً إلى النافذة لإغلاقها.. وحينما أمسكت الستائر لإسدالها وملامحي توحي وكأنني شخص نام وقف بجانب الستارة.. حركت الستارة وإذا بي أسمع شدواً عذباً لم أعتد على سماعه.. اقتربت فإذا بتلك الألحان تخفي معالم النعاس عن ملامحي شيئاً فشيئاً.. وقفت على نافذتي وإذا بصمت المكان لا يحركه سوى صوت يأخذ بسامعه إلى عالم آخر.. مررت نظري في المكان فإذا بي أرها قمبرة صغيرة جميلة ووحيدة على غصن لا يقل عن جمالها.. تأملت وتأملت ولكني لم أرها في هذا المكان من قبل وحينما رأيتها تعجبت فصاحباتها في مثل هذا الوقت قد طرن ليشدون ويغردن على جفون السحاب.. فَضلتُ البقاء على شرفتي فقد كان صوتها يراقص روحي.. أحسست مع عزفها الشجي بإحساس مختلف مع كل شدو عذب من تلك القمبرة الجميلة التي مال صوتها في روحي كغصن الزيزفون المايس.. لمحتني متأملاً لها فلم تصمت بل استمرت عذبة الصوت تلحن وتغني.. بقينا نتبادل النظرات والعزف فأنا أعزف بروحي وهي تعزف بصوتها لكن الصوت الخفي لأرواحنا يجعلنا نتعلق ببعض أكثر.. بقيت متكئأً متوسداً يديَّ ومتأملاً كأمير العشاق المنتظر لملكته التي كان يراها في الأحلام.. كانت في كل مرة تقترب إلى شجرة أقرب والنظرات هي النظرات وكلما اقتربت أصبحت كمن وجد شيئاً فقده مثلي تماماً.. وبعد وقت بسيط حفظت زوايا جسدي ذلك العزف الرئع فأصبحت أعزف معها بصوتي وروحي سوياً.. وفي لحظة صَمتَ المكان ونظراتٌ يحفها سحر غريب اقترب يسوقها طهر السماء وجمال الأرض.. إلى أن ضمت جناحيها على طرف نافذتي تلك الجميلة..
</BLOCKQUOTE>
<BLOCKQUOTE>
قالت: رأيت في عيونك بحر من الأسئلة كاد يغرقني!!
</BLOCKQUOTE>
<BLOCKQUOTE>
قلت لها: سؤال واحد فقط هو كالبحر الهائج منذ سمعتك وشاهدتك وأصبح صوتكِ يحرك جوارحي المتناثرة على جدران الزمن الحزين
</BLOCKQUOTE>
<BLOCKQUOTE>
قالت: وما هو هذا السؤال؟
</BLOCKQUOTE>
<BLOCKQUOTE>
قلت: لماذا أنت وحيدة لا تحلقين وتضمين السحاب بين وتقبلين السماء كباقي الطيور؟
</BLOCKQUOTE>
<BLOCKQUOTE>
أطرقت قليلاً ثم نظرة شجرتها التي كانت عليها وقالت: وهل يحلق غير المحبين، فشدوهم شدو العشاق.. وكل يتنفس الحب والغرام سوايا مع من يحب بمباركة من قطرات المطر التي تغسل ضمأ انتظارهم وشوقهم على متون السحاب، ففضلت البقاء كما ترى أغرد وأنا أسرح بفكري بحثاً عن حبيب بجانبي يرد على ندائي وشدوي، يبادلني نبض القلوب ويأخذني لصدر السماء على جناحه الدفئ، استدركت ثم قالت اسفة فقد سرحت في أرض الحب والخيال ونسيتك عزيزي، قلت: أنتي تُهَدِئين بكلامك مد بحري وكلامك كالبلسمِ لي لا أعلم لماذا فحديثك عذب يلامس القلوب مثل شدوك العذب.. سبحان من خلقك فكل ما فيك جميل يا عذبة الصوت، نظرت في عينيها اللتين لم يستطع حدسي القوي تفسير تعبيراتهما.. فلغت العيون لا تكذب ولكني كلما سبحت في عينها أكاد أغرق من شدة غموضهما..
</BLOCKQUOTE>
<BLOCKQUOTE>
قُلت: كفاك عزيزتي القمبرة لا تحزني فلديكِ شدو عذب يرقص الكون على ألحانه.. وفيك جمال روحي يفتن من يقترب منكـ أيتها الملاكـ الصغيرة.. ربما أن الأيام أيتها الفاتنة ستكتب لك ميلاداً مع قلب سيأخذ بيدكـِ إلى حيث بساتين ورود السعادة.. سيأخذ قلبكـِ إلى روضة المحبين ونُزُلِ العشاق.. فكل قلب كتب له قلب ليعشقه على كف الحياة فانتظري.. فهكذا قرأت في روايات العشاق وصفحات تاريخ المحبين
</BLOCKQUOTE>
<BLOCKQUOTE>
قالت: كلماتك فاتنت أيها الجميل، وقد سمعت من قبلك كلماتك تلو الكلمات ولم تكن سوى سراب كلما اقتربت لأتحقق منه يختفي.. أما أنت فواحة جميلة كلما اقتربت منها زاد جمالها وقرة عيني بها.. ومن حيث لا ندري ولم نحس بالوقت كان الضجيج يعج بالمكان ولكننا كنا لا نسمع شيئاً ولم يوقضنا من حديثنا سوى خيوط الشمس التي أخذت في الانحسار.. فالتفتنا لنرى الشمس فإذا بها تقبل البحر بفيها الوردي قبلات المساء.. حينها قالت: أحس بشوق للعزف هل تسمح لي؟!
</BLOCKQUOTE>
<BLOCKQUOTE>
قلت: نعم هيا أرقِصي أغصان روحي فأنا مشتاق لعذب صوتك.. أخذت تعزف فرسمت الطبيعة في قبلات الشمس للبحر وصوتها وحديثي لها لوحة ذات فتنة ثائرة من وحي الطبيعة.. أخذت أغصان قلبي تتمايل وعيني لم تبتعد عنها لم أكن أريدها أن تنهي ذلك المشهد الذي كان عنوانه " اكتمال الفتنة"
</BLOCKQUOTE>
<BLOCKQUOTE>
ابتسمت القمبرة الجميلة ثم قالت: أنا ذاهبة فالطيور لا بد أن تعود إلى مأواها الآن.. لكن لعلي أن أراكَ فكم اسعدتني رؤيتك وكلماتك و..... لم تكمل كان هنالك شيء تحس به ولكنها لم تُفصح.. ذهبت تلك الجميلة حينها أحسست أنها أخذت قطعة من بقايا جسدي الذي تناثر بعضه كما تناثر جمال المشهد بعد رحيلها.. لا أدري ماذا حل بي لكن إحساس غريب يدق بالورود باب فؤادي منذ رأيتها، "احساس جديد لكنه حلو" بالضبط كما قالت أقنعت نفسي بأنني معجب بعذب صوتها وصدحها الفاتن.. لكن كلماتها كانت تطرق مسمعي كتسبيح السماء.. وحركاتها كانت تتراقص أمام عينيَّ كرقص حورية حافية القدمين في بستان ورد الجوري.. نعم عرفت أنها هي ملهمتي هي نصفي الآخر الذي كان ينقصني.. ذهبت تلك الجميلة ولكن عطرها لا يزال يسير في عروق المكان.. وأنا لا أسمع سوى ذلك العزف يراقص أركان جسدي - الذي لم أعد أعرف لغته- معلناً ميلاداً جديداً لبسمات كانت غائبة منذ أمد.. وبعدما أعدت شريط محادثتنا قبلت تلك الكلمات بإحساسي التائه بين رحيل تلك الجميلة وصوتها الذي يراقص زوايا جسدي والمكان.. أدركني النعاس فساعات الفجر الأولى تطرق أبواب السماء.. أخذت جسدي ورميته على فراشي وفي كل خطوة تبتسم أمامي تلك الجميلة، لم أغطي حضني فعبيرها لازال يلثم شوق صدري لها.. كانت دقائقي تمضي بين ألم فراقها وأمل عودتها.. كانت أجفاني كلما تلامست يبعدهما عن بعضها صوتي وأنا أقول.. هل ستعود تلك الجميلة أم أنها كلمات ووعود أطلقتها لي كالسراب الذي تحدثت عنه؟ سلمت جفنيَّ لبعضهما وتعابير وجهي كبحر نصفه عذب فرات كوقت سماع صوتها ورؤيتها ونصفه الأخر ملح أجاج عندما أعلنت الوداع على أمل اللقاء.. غرقت في نومي وذكرى أطلالنا وحديثنا معي في نومي.
</BLOCKQUOTE>
<BLOCKQUOTE>
وبعد فترت من النوم أحسست بدفئ غريب في جسدي.. كنت أحلم بشمس الربيع توقضني كالأمس.. استيقظت لكي أغلق النافذة مع أن دفئ الشمس الليلة مختلف ولطيف.. فهي لم تعبث بأناملها على خدي.. استيقظت لأزيح الغطاء عن جسدي وأنا أتذكرها أيضاً فهي لم تغب عني فقد كانت تراقصني في الحلم.. أخذت بطرف الغطاء رفعته... فإذا بالملكة الصغيرة نائمة على صدري.. نظرت إلى النافذة فإذا بالصبح نائم حتى هو لم يستيقض بعد.. وضعت يدي عليها لأتأكد أنني ليس في وهم.. نعم إنها ملاكي الصغيرة، قبلتها بقلبي الذي توسدته وأي قلب توسدت تلك الساحرة الصغيرة لو علمت.. هو قلبي.. قلت نعم هنا مكان حبيبتي.. حضنت جسدها الطاهر في الوقت الذي كنت لا أعلم من كان دفئه يسير في عروقنا أنا أم هي.. لم أعد للنوم بعدها فكيف ينام من أصبحت جنته في صدره.
</BLOCKQUOTE>
<BLOCKQUOTE>
قصة كتبت من وحي قلم الولوع
</BLOCKQUOTE>